< على الرغم من اعتزاله للعمل السياسي منذ عام 1986 وهو تاريخ انتسابه لآخر عضوية في مجلس الامة ، الا انه لم ينقطع عن التواصل والتشاور مع اصحاب القرار السياسي ومع أهل الكويت وابناء الجهراء بالتحديد، فديوانية الاثنين مازالت تنبض بالحياة منذ الاربعينات والى اليوم.وما زال محبوهّ ومعارفه يتذكرونه دائمالما يتمتع به من إحساس بالمسؤولية الوطنية واحترام الجميع له ، سواء عند القبائل أو عند رجال الكويت ، فمكانته الطبية تحظى برحابة الصدر، والموقع الذي يستحقه. < يبتعد عن الصخب الإعلامي ولا يحب الاثارة او يميل اليها، سخّر نفسه لخدمة الناس، وكم من قضية أو حادثة كان له الدور في تسويتها وحلها وديا في ديوانه الذي تحول الى «دار للصلح». < رجل خير وعمل انساني، ابعد افعاله عن دائرة الضوء وهي عادة اهل الكويت الاوفياء، ففي بداية الستينات حصل على تثمين ارض في منطقة الصالحية واخذ هذا المال وانفقه على حج سبعين رجلا ليؤدوا المناسك وكانت رحلتهم ذهابا وايابا على ظهور الجمال، ومنذ اكثر من عشرين سنة وهو يقيم الافطار الرمضاني في ديوانه للصائمين ويقدم الغداء لكل المصلين في المسجد الذي يقع خلف منزله. < عميد آل الحجرف، شخصية محبوبة، لها صفات «العمادة» سواء من حيث الخبرة او العمر او من حيث ما قدمه من اعمال صالحة وخدمات الى ابناء الجهراء. < ابن الثمانين، استراح في محرابه يتأمل ماذا حل بالكويت، وهو من ساهم وبنى واعطى كأقرانه من الرجالات الاوائل الذين لم يبخلوا على بلدهم بالعطاء ولا هم استغلوا مناصبهم للاثراء، بل كانت قناعتهم هي الاساس ورزقهم الحلال من تعبهم وجهدهم. < جهراوي حتى العظم، لا يفارقها الا للضرورة، فهي الأم الحنون والحضن الدافئ، والتاريخ الذي يملأ قلبه ويحفظ لوالده ولاجداده مآثرهم وتضحياتهم. < حفظ تاريخ الجهراء وغاص في تفاصيلها وشارك في عمرانها وبنيانها وعرف عوائلها واهلها، حتى قيل فيه انه «مؤرخ الجهراء» فان سألته عن اي حادثة يسرد لك الحكاية كاملة، متى بني سور الجهراء ولماذا واين كان القصر الاحمر. < 22 سنة متواصلة امضاها في مجلس الامة، بدءا من اول مجلس سنة 1963 وصولا الى مجلس 1985، حيث لم يسجل انه فشل في اي فصل تشريعي وبذلك اعتبر من المخضرمين في تاريخ الحياة النيابية. وعن ظروف ترشيحه للمرة الاولى يروي انه في العام 1963 «حضر ابناء عمي عند الشيخ سالم العلي يطلبون ان يسمح لي بالترشيح لمجلس الامة فوافق ولم يمانع من ترشيحي وتوكلت على الله واعلنت ترشيحي عن دائرة الشويخ والصليبخات والجهراء ونجحت». < اول اقتراح له يقدمه في المجلس وفي السنة الثانية كان اقتراح تقسيم بر الجهراء وتوزيع القسائم على ابنائها الذين تم تثمين بيوتهم القديمة تلا ذلك اقتراح بتسعير متر الارض، وحينها اقترح ان تكون الالف متر باربعمائة الف دينار و750 مترا بـ 300 الف دينار وكان ذلك مفاجأة وبشرى لابناء الجهراء. < وقف معارضا مع عدد من النواب في مجلس 1963 وفي سنته الثالثة لان يمنع على الوزير ان يكون تاجرا، وبالفعل تطورت الامور لطرح الثقة باعضاء الحكومة وحصلت مواجهات استدعت عودة الامير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح الى الكويت من الهند وعندما نزل من الطائرة وكان هو والنواب في استقباله قال بيت الشعر المشهور: تهدا الامور باهل الرأي ما صلحت وان تولت فبالاشرار تنقاد < تجربته النيابية الطويلة تخوله بأن ينظر الى الديموقراطية برؤية الرجل الوطني والمسؤول وصاحب الخبرة، فهي، اي «الديموقراطية حلوة ومرة، والمجالس السابقة هي التي سنت قوانين الكويت وتشريعاتها، ولم يكن هناك نزاعات وخلافات، وكانوا يحلون مشاكلهم بصورة ودية. والديموقراطية وجدت لخدمة الكويت داخليا وخارجيا وليس للنزاع، الكل يلاحظ ان المصلحة الخاصة بدأت تطغى على المصلحة العامة، في السابق كانت مصلحة الكويت فوق كل اعتبار». < شاعر معروف لدى ابناء الجهراء له صولات وجولات في ميدان الفروسية منذ ان كانت الجهراء تسمى بمدينة الشهداء. ويتنوع شعر الحجرف بين السياسي والاجتماعي، وهو محل تقدير بين ابناء الكويت عموما وليس الجهراء فقط.. والمعروف عنه ايضا غرامه بالقنص وصيد الطيور والحبارى، وتفوقه في هذا المجال وبمهارة. انتهى ماجده العوضي |